الإنتحار ما هو و ما أسبابه؟
تدل إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن هناك مليون إنسان ينتحروا كل عام، وأن الإنتحار هو ثاني سبب للوفيات في الاعمار بين 15 – 29 عام، وفي الولايات المتحدة الأمريكية هو السبب العاشر للوفيات وينتحر حوالي 45 ألف أمريكي سنوياً، ومقابل كل انتحار هناك 25 محاولة انتحار، ويكلف الإنتحار الولايات المتحدة 24 مليار دولار سنوياً والسؤال المطروح دائماً لماذا ينتحر الإنسان رغم غريزة حب البقاء والخوف من الموت؟
ما هو الإنتحار؟
يعرف الإنتحار على أنه فعل متعمد يهدف لإنهاء الإنسان لحياته، وهناك عوامل كثيرة تتداخل في الوصول إلى الإنتحار، وقد يكون تمنى الموت أو التفكير بالإنتحار امر شائع بين الناس ولكن يكون عابر، أما عندما يشعر الإنسان أن لا أمل في الحياة وأنه وحيد في هذه الدنيا وليس هناك من مخرج من وجهة نظره على الأقل يكون الانتحار أمراً لا بد منه.
حقائق عن الإنتحار:
- الإنتحار في الأردن ومعظم الدول العربية يقل عن المعدلات العالمية وذلك لسببين الوازع الديني والترابط الإجتماعي.
- المعدل في معظم الدول هو 25 – 40 حالة انتحار لكل مئة ألف إنسان في السنة، والأرقام في الدول العربية تكون عادة دون الخمسة.
- بعض حالات الإنتحار قد لا تسجل على أنها انتحار لأسباب كثيرة منها الوصمة الاجتماعية.
- معدلات الإنتحار بالأردن في العقدين الماضيين يشير إلى أنها بازدياد، و كذلك محاولات الانتحار.
- الرجال أكثر نسبة في عدد المنتحرين من نسبة النساء، ولكن النساء يشكلن النسبة الأكبر في محاولات الانتحار.
- من المعروف أن رُبع حالات القتل تنتهي بالإنتحار، وأن القتل بالأساس جريمة عائلية، أي أن القاتل والضحية هم من نفس الأسرة، وأن الإضطرابات النفسية المختلفة قد تتبع هذا الأسلوب.
- القانون الأردني يتعامل مع الإنتحار على أن يثبته ويكون الفاعل والضحية واحد.
- يقوم المدعي العام بالتأكد أن هذه محاولة انتحار لم يدفعه أو يجبره أحد عليها، وينتهي الأمر عند هذا، بالرغم من كمختصين قد طالبنا مراراً بتعديل القانون بحيث لا يخرج المريض من المستشفى ولا يُغلق الملف لدى المدعي العام إلا بتحويل المريض للطب النفسي.
الأسباب الشائعة للإنتحار:
- الاضطرابات النفسية: الفصام و الإكتئاب و إضطراب المزاج مزدوج القطب و القلق النفسي، وعلى سبيل المثال فإنّ الغيرة الزوجية المرضيّة الذهانية تعتبر من الإضطرابات النفسية الخطرة التي قد تؤدي إلى قتل الزوج أو الزوجة ثم الإنتحار.
- الصدمات النفسية: الناتجة عن الحروب، الكوارث، الإساءة للأطفال جسدياً، نفسياً، جنسياً و العنف الأسري والتي قد تؤدي إلى إضطراب شدة ما بعد الصدمة، وتعتبر هذه الصدمات وما ينتج عنها من الأسباب المهمة المباشرة وغير المباشرة للانتحار.
- التنمر: ظاهرة معروفة في المدارس ولها تأثير كبير على الطالب الضحية ولا تنتبه الأسرة و المدرسة لهذه الظاهرة و تسجل حالات الإنتحار لمراهقين عقب تعرضهم للتنمر.
- إضطرابات الشخصية: من المعروف أن الشخصيات المضطربة مثل الشخصية السيكوباثية والحديّة والزورية والشخصية التجنبيّة، يرتفع فيها معدلات الإنتحار لصعوبة التأقلم والتكيف مع متطلبات الحياة والعلاقات الأسرية والاجتماعية.
- الإدمان و إساءة استعمال العقاقير الخطرة و المؤثّرات العقلية من كحول، مهدئات، هيرويين وكوكايين والخلط بين هذه الأنواع تؤدي إلى زيادة ملحوظة في معدلات الانتحار.
- إضطرابات الطعام: وعلى الأخص القهم العصبي فيه خطورة انتحار عالية، ولابد أن يتم التعامل مع هذه الحالات بإشراف الطبيب النفساني.
- العزلة الاجتماعية والوحدة: أن الإنسان الذي يبتعد عن الاختلاط أو الاحتكاك ومشاركة الناس في الأفراح والأتراح، وحتى عن أفراد الأسرة، عادة ما يزيد ميله للإنتحار ولو كان هناك إضطرابات نفسية بسيطة.
- إضطرابات العلاقات: من المعروف أن خلل العلاقات الإنسانية خصوصاً مع أفراد الأسرة والأصدقاء تؤثر سلباً على الإنسان، وقد تؤدي الخلافات الزوجية للإنتحار والقتل، وقد يكون القتل انتقاماً أو قتلاً رحيماً؛ فبسبب حب الإنسان لأبنائه يقتلهم حتى لا يتعذبوا.
- هناك تزايد في الانتحار ببعض العائلات ودور معروف للوراثة في هذا السلوك و بالتالي فإن وجود تاريخ عائلي للانتحار لا بد أن يلفت الانتباه إلى زيادة احتمال حدوث انتحار من جديد.
- الكارثة الوجودية الفلسفية: فيها يدخل الإنسان بعمق في فلسفة الحياة و الوجود دون أن يكون مهيئ لذلك، وقد يصل إلى أن خيار الموت في الوقت والمكان الذي يريده هو الحل الأفضل للخروج من المأزق الوجودي.
- الأمراض المستعصية: بعض المرضى بالسرطان أو غيره من الأمراض، يصمموا على إنهاء حياتهم دون أن يتعذب و يزعج أفراد اسرته.
- الألم المزمن: هناك ارتفاع ملحوظ للأفراد الذين يعانوا من الآم مزعجة ومزمنة ليس لها حل.
- المشاكل المالية: الضغوط المالية قد تكون هي السبب المباشر للإنتحار أو غير المباشر، أو تؤدي للإكتئاب والبطالة ومن ثمّ الإنتحار.
- الأدوية الموصوفة: هناك أدوية مستعملة في الطب قد ترفع معدلات الإنتحار لفترات معينة مثل بعض أدوية الصرع و الإكتئاب، وأدوية أخرى تستعمل في علاج حب الشباب قد تؤدي للسلوك الانتحاري في نسبة عالية من المرضى.
دور الطبيب العام في التعامل مع الانتحار:
يشكل الطبيب العام الواجهة الرئيسية في رعاية كل الناس، وقد يلجأ له المريض أو أسرة المريض بسبب محاولة انتحار أو التلويح بالانتحار، و لابد من أن يكون الطبيب جاهز لتوجيه الأسئلة التأليه:
- هل تفكّر بالموت؟ تخاف منه أو تتمناه؟
- هل فكرت بالإنتحار؟ هل حاولت؟
- هل خططت للإنتحار؟
وهناك اعتقاد خاطئ لدى بعض الأطباء أن السؤال عن الإنتحار قد يؤدي للإنتحار وهذا غير وارد، والعكس صحيح أن عدم السؤال عن الإنتحار او إهمال إشارة المريض إليه قد يكون أضاع فرصة لمنع حدوث الإنتحار خصوصاً إذا علمنا أن ثلاثة أرباع المنتحرين كانوا قد أعلنوا عن نيتهم للأسرة، الأصدقاء والأطباء ولكن لم يلتقط أحد ذاك التهديد.
إقرأ أيضاً:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق